غرائب وطرائف

ما الحيوان الذي يقتل أكبر عدد من الناس كل عام؟

ما الحيوان الذي يقتل أكبر عدد من الناس كل عام؟


الاثنين – 11 شوال 1444 هـ – 01 مايو 2023 مـ

1682943267055316400

لندن: «الشرق الأوسط»

مملكة الحيوانات مليئة بالأسلحة الفتاكة. إذ يمكن لأسنان الأسد أن تمزق اللحم بشراسة، كما يمكن للأفاعي الجرسية أن تحقن سموما بمجرى الدم فتقتل فرس نهر قويا.
هذه مجرد أمثلة قليلة لمخلوقات مميتة. لكن ما هو الحيوان الذي يقتل معظم البشر؟
ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن «أخطر حيوان في العالم» هو البعوض؛ الذي يقتل حسب بعض التقديرات نصف مليون الى أكثر من مليون شخص في السنة.
ولمزيد من التوضيح، قالت الدكتورة شانون لادو عالمة بيئة الأمراض بمعهد «كاري» لدراسات النظم البيئية بميلبروك بنيويورك «كانت الملاريا مدمرة جدًا للبشر لفترة طويلة؛ حيث تسببها كائنات طفيلية وحيدة الخلية بجنس المتصورة، وينقلها بعوض الأنوفيلة من شخص لآخر. وفي حين أن المرض نادر في أميركا الشمالية وأوروبا، إلا أنه شائع بأجزاء من أفريقيا وجنوب آسيا وأميركا الجنوبية»، وذلك وفق ما نشر موقع «لايف ساينس» العلمي المتخصص.
وحسب «Our World in Data» «تسببت الملاريا بحوالى 619000 حالة وفاة عام 2021 بجميع أنحاء العالم، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية».
وغالبًا ما يمكن علاج هذا المرض برعاية صحية يمكن الوصول إليها. لكن بالنسبة للأشخاص المعرضين لمخاطر عالية (مثل الأطفال الصغار والحوامل والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة كفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز) يمكن أن تكون الملاريا خطيرة للغاية.
وتفيد منظمة الصحة العالمية بأنه كان حوالى 80 % من جميع وفيات الملاريا في أفريقيا بين الأطفال دون سن الخامسة.
وفي هذا الاطار، ينشر البعوض أيضًا مجموعة من الأمراض الأخرى، بما في ذلك حمى الضنك وفيروس شيكونغونيا وفيروس غرب النيل وفيروس زيكا والعدوى الطفيلية داء الفيلاريات اللمفاوي.
وحول سبب فعالية البعوض العالية لنشر المرض، أشارت لادو إلى أن «إناث البعوض تتغذى على الدم، ما يعني أنها تنقل بسهولة مسببات الأمراض من مجرى دم شخص إلى آخر. كما أنها صغيرة الحجم وذات أجنحة، ما يعني أنها يمكن أن تنتشر بسهولة وتلدغ الناس دون أن يلاحظها أحد. ثم هناك حقيقة أننا نتشارك في نظام بيئي وموارد. حيث يعتمد البعوض على الماء للتكاثر، تمامًا كما يعتمد البشر على الماء للعيش، ما يعني أننا نميل إلى العيش في نفس الأماكن». مشددة «لا يمكننا فصل أنفسنا تمامًا عن الموطن الذي تحتاج إليه». ومع ذلك، لا تزال هناك طرق لتقليل خطر الإصابة بالأمراض التي ينقلها البعوض.
وتتابع لادو بالقول «حتى تحديثات البنية التحتية الصغيرة يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا. على سبيل المثال، يمكن أن تساعد حواجز النوافذ في إبقاء البعوض خارج المنازل، ويمكن أن تبقي السباكة المياه مغلقة حتى لا تتسرب لحمامات السباحة المفتوحة». مبينة «أن هذه المرافق جزء من سبب عدم انتشار الملاريا بأجزاء كثيرة من العالم مع بنية تحتية أفضل. أما في المناطق التي لا توجد بها هذه المساكن فيمكن أن تساعد الناموسيات بإبعاد الحشرات عن أسرّة الناس».
من جهتها، تقول الدكتورة آندي ماكدونالد عالمة بيئة الأمراض بجامعة كاليفورنيا بسانتا باربرا «يمكن لوسائل الوقاية هذه أن تحمي من الأمراض الأخرى التي ينقلها البعوض كحمى الضنك؛ التي تقتل عشرات الآلاف من الأشخاص كل عام. لكن جهود الصحة العامة ضد الأمراض التي ينقلها البعوض تواجه معركة شاقة في ظل تغير المناخ. ومع ارتفاع درجة حرارة الكوكب، يمكن أن تبدأ هذه الأمراض في الانتشار إلى مناطق جديدة إذا بدأت البيئات المحلية في أن تصبح أكثر ملاءمة لمسببات الأمراض والبعوض الذي يحملها».
وبالرغم من ذلك، فإن البعوض ليس الحيوانات الفتاكة الوحيدة على كوكبنا. إذ تقتل الثعابين ما بين 81000 و 138000 شخص كل عام، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، ما يجعلها واحدة من أكثر الحيوانات فتكًا بالبشر.
وذكرت منظمة الصحة العالمية أن داء الكلب (وهو مرض ينتشر عن طريق لدغة من الثدييات المصابة – غالبًا ما يكون كلبًا)، يقتل حوالى 59000 شخص كل عام.
وتنشر حيوانات أخرى مثل حلزونات المياه العذبة والبق القاتل أيضًا أمراضًا قاتلة محتملة للبشر مثل داء البلهارسيات ومرض شاغاس، والتي تقتل آلاف الأشخاص كل عام.



المملكة المتحدة


الصحة



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى