الأخبار العالميّة

استنفار بين سوريا وإسرائيل.. حزب الله محرج ومكبل

“لا أنصح أعداءنا بأن يجربونا” بتلك العبارة وجه وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس رسائله التحذيرية أمس إلى سوريا وحزب الله تحديدا دون أن يسميهما.

تحذير سرعان ما نفد ليل الجمعة السبت بضربات جوية استهدفت مواقع في القنيطرة ردا على إطلاق قذائف مورتر باتجاه هضبة الجولان المحتلة في وقت سابق الجمعة.

يأتي كل ذلك، وسط استنفار على الحدود السورية اللبنانية الإسرائيلية بعد غارات سابقة استهدفت الاثنين جنوب العاصمة السورية دمشق وأدت إلى مقتل خمسة مقاتلين من الميليشيات الإيرانية في غارة صاروخية إسرائيلية بحسب ما أفاد في حينه المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ولاحقا أعلن حزب الله اللبناني المتحالف مع النظام السوري المدعوم من إيران أن أحد مقاتليه من بين القتلى.

أمام هذا المشهد يجد حزب الله نفسه محرجا بالرد، لاسيما أنه يرزح تحت ضغط العقوبات الدولية من جهة، والوضع الداخلي في لبنان الذي يعيش أزمة اقتصادية لم يسبق لها مثيل خلال السنوات الأخيرة، وبالتالي فإن أي شروع بمشروع مغامرة جديدة قد يفجر غضبا داخليا، لا سيما في بيئة الحزب.

معادلة جديدة

وفي هذا السياق، أدرج المحلل العسكري والاستراتيجي العميد خالد حماده في حديث للعربية.نت تحرّكات حزب الله جنوب لبنان في إطار الحذر المرتفع لديه من بدء تغيير فصول المعادلة القائمة من طريق ضربة عسكرية قد تستهدفه”. وقال “إن هذه الحلقة المُقفلة ستنفجر في إحدى نقاطها، وقد يكون جنوب لبنان ساحة معركة توجّه فيها ضربة عسكرية “غير كلاسيكية” ضد حزب الله لا تُشبه حرب العام 2006، وربما ستكون هذه الضربة بداية لإيجاد معادلة استقرار دولية جديدة”.

ولعل أكثر ما يجعل جبهة جنوب لبنان عُرضة للتسخين، ما يُقرأ بين سطور الكلام الأميركي منذ مدة عن مهمة قوات حفظ السلام الدولية “اليونيفيل”، والذي يُفهم منه أن الإدارة الأميركية غير مرتاحة لأداء القبعات الزرق، لناحية الدور الذي تقوم به في منطقة جنوب الليطاني، حيث زاد “حزب الله” من انتشاره، في ظل تقارير دبلوماسية عن أنه يعمل على تخزين الأسلحة الضخمة استعداداً لأي مواجهة مرتقبة مع إسرائيل.

“شدّ عصب بيئته الشيعية لن ينجح”

وفي حين أوضحت مصادر لبنانية مطّلعة على أجواء حزب الله لـ”العربية.نت” “أن الحزب سيعتمد على “عنصر المفاجأة” بالمكان والزمان للردّ على الغارة الإسرائيلية الأخيرة”، اعتبر حماده “أن “استغلال” حزب الله لهذه المناورة العسكرية من أجل إعادة شدّ عصب بيئته الشيعية اولاً واللبنانيين ثانياً حوله بعدما فقدوا ثقتهم به نتيجة تحميله جزءاً من مسؤولية الأوضاع السيّئة التي يمرّ بها لبنان، لن ينجح، لأن هناك اقتناعاً أوروبياً ودولياً بأن دور حزب الله الإقليمي يُشكّل عثرة أمام استقرار لبنان”.

يذكر أن إسرائيل سبق أن شنت مئات الغارات على سوريا منذ عام 2011 مستهدفة مواقع لجيش النظام السوري وقوات تابعة لايران ولحزب الله اللبناني حليفي بشار الأسد.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس عن تعزيز أولي لقواته عند الحدود الشمالية، حيث أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الخطوة جاءت ردا على تهديدات لحزب الله بالانتقام.

والجمعة تم الإعلان عن تعزيز إضافي لتلك القوات عند الحدود، وقال الجيش الاسرائيلي إنه “رفع حالة تأهبه ضد أعمال مختلفة محتملة للعدو”. وقال البيان، دون أن يشير إلى حزب الله، إن “جيش الدفاع الاسرائيلي يحمّل الحكومة اللبنانية المسؤولية عن جميع الاعمال التي تنطلق من لبنان”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى