إقتصاد

الانتعاش الاقتصادي في آسيا وأميركا يدعم السلع الفرنسية الفاخرة

الانتعاش الاقتصادي في آسيا وأميركا يدعم السلع الفرنسية الفاخرة


الأحد – 13 شهر رمضان 1442 هـ – 25 أبريل 2021 مـ رقم العدد [
15489]

باريس: «الشرق الأوسط»

هل انتهت أزمة فيروس كورونا لدى دور السلع الفاخرة الفرنسية؟ عادت مبيعات «إل في إم أش» و«إرميس» و«كيرينغ» إلى مستويات ما قبل الوباء وتجاوزتها في الربع الأول، ويعود ذلك بصورة أساسية إلى الانتعاش في آسيا والولايات المتحدة.
كانت مجموعة «إل في إم أش» التي تتبوأ مركز الصدارة عالمياً في هذا القطاع السباقة إلى إعلان قيمة مبيعاتها التي بلغت 14 مليار يورو، متجاوزة ما حققته عام 2019 بنسبة 8 في المائة. وتلتها مجموعة «كيرينغ» التي تضم ماركات على غرار «غوتشي» و«إيف سان لوران» و«بوشرون» وسواها، وقد حققت مبيعات بقيمة 3.89 مليارات، أي بزيادة 5.5 في المائة عن نتائج 2019. أما مبيعات مجموعة «إرميس» فبلغت 2.1 مليار يورو، أي أن زيادتها وصلت إلى 33 في المائة مقارنة بعام 2019.
وأكد الرئيس التنفيذي لـ«إل في إم أش» برنار أرنو، خلال الاجتماع العام للمجموعة التي تضم 75 داراً بينها «لوي فويتون» و«ديور» وسواهما، أن الأزمات تجعل المجموعة «أقوى».
وقال مدير محفظة «إل في إم أش» في شركة «فلورنوا وشركاؤها» أرنو كادار، وفق وكالة الصحافة الفرنسية، «كان من الصعب تخيل أن نحقق لدى عودتنا نتائج أفضل من 2019»، بدءاً من الفصل الأول من السنة.
ولا تزال أسواق آسيا التي ساهمت في تخفيف حدة التراجع في عام 2020 قوة دافعة، إذ حققت مبيعات «إل في إم أش» فيها ارتفاعاً بنسبة 86 في المائة مقارنة بعام 2020، في حين بلغت زيادة مبيعات مجموعة «كيرينغ» 83 في المائة، و«إرميس» 94 في المائة. ولاحظ أرنو كادار أن «الاقتصاد عاود الانطلاق بدينامية قوية جداً وكأن الزبائن أرادوا شراء المنتجات الفاخرة من باب الانتقام» من مرحلة الجائحة.
وتميز هذا الفصل من السنة أيضاً بانتعاش السوق الأميركية، إذ زادت مبيعات «كيرينغ» فيها بنسبة 46 في المائة، وحققت «إل في إم أش» و«إرميس» نمواً قدره 23 في المائة. وأفاد أرنو كادار بأن الزبون الأميركي أقبل على الشراء، وأن الاستهلاك في الولايات المتحدة بدا «قوياً جداً في الفصل الأول».
وأوضح المحلل الاقتصادي في «سيتي غروب» توما شوفيه، أن «دعم الحكومات الأميركية والأوروبية للاقتصاد والأسر كان له تأثير نفسي وفر نوعاً من الثقة للمستهلكين». ورأى كادار أن «سوق الأسهم تشهد أعلى مستوياتها، وهذا عامل مساعد». وأضاف أن «الإنفاق على السلع الفاخرة في الولايات المتحدة هو نتيجة مباشرة لوضع السوق المالية، ويعكس ثقة المستهلك».
وأشار توما شوفيه إلى أن «الحركة في القطاع السياحي توجهت إلى السوق المحلية»، في ظل عدم تمكن المستهلكين من السفر، ملاحظاً أن «طلباً قوياً للغاية» سُجل في الصين وكذلك في الولايات المتحدة.
أما السوق الثالثة، فهي السوق الأوروبية التي فاجأت الجميع بمقاومتها رغم الموجات المتلاحقة من القيود الصحية. وأوضح أرنو كادار أن «الدينامية القوية للزبائن المحليين حلت محل استهلاك السياح». وبرز عامل أيضاً، حسب شوفيه، هو «الانتقال إلى شراء المنتجات الفاخرة في غياب الإنفاق على السفر والمطاعم والأنشطة الثقافية التي كان يستحيل القيام بها». وأضاف: «لاحظنا هذا الاتجاه فعلياً في الفصل الثاني من عام 2020».
وأكد أرنو كادار أن هذه الأزمة أظهرت قدرة قطاع العلامات التجارية للسلع الفاخرة على الاستمرار: «بصرف النظر عن نشاط السوق السياحية»، مع أن «الأمر لم يكن كذلك دائماً»، على قوله.
وتمثلت المفاجأة الأخرى في أن تراجع الطلب لم يدم «سوى ستة أشهر» خلال هذه الأزمة، رغم كون انخفاض المبيعات في الأزمات السابقة كان يمتد فصولاً عدة، كما في أزمتي 2001 إلى 2003 و2008 إلى 2009.
ويعود نجاح المجموعات الفرنسية العملاقة الثلاث إلى مواجهتها الأزمة من موقع قوة، إذ «بذلت جهوداً كبيرة خلال السنوات الخمس الأخيرة، سواءً على صعيد المنتجات أو الجانب التواصلي أو حجم الإنتاج أو التوزيع عبر الإنترنت»، حسب أرنو كادار.
في المقابل، «عانت العلامات التجارية الصغيرة إلى حد ما» خلال الجائحة بفعل «ازدياد قدرة العلامات الكبرى على الاستقطاب»، وفق شوفيه. وأضاف أن «العلامات التجارية الكلاسيكية والتاريخية كانت المفضلة» خلال الأزمة، معتبراً أن «شراء منتج فاخر هو بمثابة استثمار أيضاً».


العالم


الإقتصاد العالمي



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى