الرياضة العالميّة

رحيل ميسي.. "ورقة ضغط" للإطاحة بإدارة بارتوميو

مجددا عادت التقارير الإعلامية للحديث عن إمكانية خروج النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي من فريقه برشلونة الإسباني، لاسيما بعد الأزمة الأخيرة التي يمر بها النادي الكاتالوني على المستويين الفني والإداري.

وكشفت محطة “كادينا سير” الإذاعية الإسبانية يوم الجمعة، أن قائد برشلونة أوقف مفاوضات تجديد عقده مع النادي ويستعد للرحيل عن الفريق المنافس في دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم بعد انتهاء عقده في 2021.

وأشارت المحطة إلى أن ميسي غاضب من التقارير الصحافية التي جعلته يبدو مسؤولا عما يحدث في النادي مثل إقالة المدرب إرنستو فالفيردي في يناير، كما يشعر بالإحباط من افتقار التشكيلة للكفاءة، وأن ميسي ووالده خورخي كانا يتفاوضان مع النادي لتجديد العقد الذي تم توقيعه في 2017 لكن الآن اللاعب الأرجنتيني لا يرغب في البقاء في كامب نو.

وكان بإمكان اللاعب البالغ (33 عاما) الرحيل بشكل مجاني من برشلونة قبل 31 مايو الماضي، وأكد لبرشلونة أنه لن يستخدم البند الذي يتيح له مغادرة النادي مجانا قبل عام واحد من انتهاء عقده في 2021.

لكن مؤخرا ازدادات الضغوط على اللاعب الذي أحرز هدفه رقم 700 في مسيرته أمام أتلتيكو مدريد، يوم الثلاثاء، إلا أنه بات منزعجا من عدة أمور حدثت داخل النادي الكاتالوني، الأمر الذي ساهم في تدهور نتائج الفريق بالدوري، ومنح الصدارة لريال مدريد الذي بات يبتعد بفارق 4 نقاط.

ويُعرف عن النجم الفائز بالكرة الذهبية في 6 مرات خجله خارج المستطيل الأخضر، إلا أنه في الفترة الأخيرة بدأ ينتقد فريقه بشكل واضح، في مقابلة مع “موندو ديبورتيفو” في فبراير أوضح أن الفريق لا يملك الكفاءة الكافية للفوز بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم، وهو الأمر الذي يؤكد أن المشروع الرياضي الحالي لا يعجبه ولا يرتقي إلى طموحاته.

وبحسب الصحف الكاتالونية، فإن ميسي سئم من وعود الإدارة الحالية بوجود مشروع ناجح، والنتائج السلبية تشكل إحباطا كبيرا بالنسبة له، خاصة مع بدء العد التنازلي لإنهاء مسيرته، لذلك يعتقد بأن الأمور داخل النادي غير واضحة، وأن رسالة ميسي هي إذ استمر بارتوميو في رئاسة النادي فإنه سيخرج إلى فريق آخر.

ولا تعد المشكلة الحالية الصدام الأول بين ميسي وإدارة بارتوميو، ففي أبريل انتقد إدارة النادي بعد حديثها عن اللاعبين الذين لم يتقبلوا تخفيض أجورهم لمساعدة برشلونة خلال جائحة فيروس كورونا، وقبلها في يناير انتقد إيريك أبيدال بعد حديثه اللاعب الفرنسي عن أن اللاعبين تسببوا في إقالة المدرب فالفيردي.

وصعد ميسي لهجته في الفترة الأخيرة ضد إدارة بارتوميو، ووفقا لمجلة “دون بالون” الإسبانية فإن أسطورة النادي الكاتالوني فقد صبره جراء المشاكل الفنية والإدارية، وأنه يرى بأن الإدارة الحالية لم تتمكن من صناعة فريق يمكنه الفوز بالبطولات، بعدما عجز برشلونة عن تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا في آخر 6 سنوات.

وتنتهي ولاية جوزيب ماريا بارتوميو في 2021، وشهدت فترته حالة من عدم الاستقرار على صعيد مجلس الإدارة، إذ استقال نائبان للرئيس، من أصل أربعة، وهما إيميلي روسود وإنريكي تومباس، المديرون الأربعة سيلفيو إيلياس وجوسيب بونت وجوردي كالساميليا وماريا تيكسيدور، وذلك في مايو الماضي، وانتقد المستقيلون تعامل النادي مع فضيحة تتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي ضد لاعبي النادي والرموز، وعبروا عن شكوكهم في قدرة مجلس الإدارة الحالي على مواجهة تداعيات أزمة جائحة فيروس كورونا.

ويبدو أن بارتوميو متمسك بعدم استقالته ويسعى للاستمرار إلى نهاية فترته، في ظل التغييرات الإدارية الواسعة التي أجراها عقب الاستقالات الست، لكنه دخل في حالة صراع من ليونيل ميسي الذي دائما ما يكسب تحدياته، مستغلا نجوميته وأفضليته التاريخية في النادي الكاتالوني، مما يمكن أن يعجل في رحيل بارتوميو وإدارته، الذي دخل في صراعات عديدة سابقة تسببت في إضعاف قوة الفريق، أبرزها فشله في إتمام صفقة نيمار وإعادته من باريس سان جيرمان، وهو ما جعل علاقته مع ميسي تصاب بحالة برود حسب الصحف الكاتالونية، إلى جانب تسببه في رحيل إنييستا إلى الدوري الياباني، على الرغم من وعوده بتقديم عقد مفتوح يجدد عاما تلو الآخر حتى يتمكن النجم الإسباني من الاعتزال في برشلونة، إلا أن إنييستا كذب تصريحات بارتوميو وأكد أنه ذهب إلى الدوري الياباني بسبب إدارة النادي الحاصل على 5 ألقاب دوري أبطال أوروبا.

ولا تعد أخبار انتقال ميسي عن برشلونة الأولى، إذ دائما ما تخرج العديد من التسريبات حول إمكانية انتهاء مسيرة البرغوث الأرجنتيني مع ناديه وانتقاله إلى فريق آخر، وأبرز تلك القصص كانت عن اقترابه من التوقيع لتشيلسي الإنجليزي، بعدما قام بمتابعة صفحة النادي عبر موقع “إنستغرام”، وتحدثت المواقع الرياضية الفرنسية عن أن زوجة ميسي المقربة من زوجة سيسك فابريغاس دانييلا سمعان، أرادت الانتقال إلى لندن، وأن يلعب زوجها لصالح النادي اللندني صيف 2015.

وبناء على التداعيات السابقة، فإن تسربيات انتقال ميسي وعدم رضاه من الإدارة قد تكون ورقة ضغط للإطاحة بمجلس بارتوميو وإجراء عدة تغييرات داخلية تواكب طموحاته من أجل بناء مشروع رياضي ناجح، رغم أن الأخبار ذهبت إلى أن كثرة الأزمات داخل النادي باتت تزعج ميسي بعد اتهامه بالتحكم في سوق الانتقالات والتسبب في المشاكل داخل غرفة الملابس بالإضافة إلى أنباء خلافته مع عدة مدربين والإدارة الحالية، وربطت التقارير الصحافية بينه وبين عدة أندية يمكن أن تتعاقد مع ميسي، أبرزها مانشستر سيتي الذي يشرف عليه مدربه السابق بيب غوارديولا، وذكر موقع “سيتي إكسترا”، يوم الجمعة، أن إمكانية مغادرة ليونيل ميسي إلى مانشستر سيتي حقيقية، حسب المصادر في إنجلترا وكاتالونيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى